الفرق بين الفهم والتفهم

إليك الفرق بين الفهم والتفهم ما الأعمق بينهما

قد تُقال الكلمات وتُشرح الظروف وتُعرض الحقائق… ومع ذلك، يبقى شيء ناقص.
ليس لأن الطرف الآخر لم يفهم، بل لأنه لم يتفهم.

في العلاقة الزوجية، لا يكون الخلاف دائمًا في ما يُقال، بل في ما لا يُحتوى.
الفرق بين الفهم والتفهم، كالفارق بين أن تقرأ عن الألم… وأن تشعر به.

الفهم هو أن تُدرك. أن تعرف. أن تلاحظ.
أن تعلم أن شريكك غاضب، قلق، منزعج، متعب.
لكن التفهم هو أن “تدخل إلى الداخل”، أن ترى بعينيه، وتلمس دواخله، وتتحرك في مساحاته الضيقة دون أن تجرحه.

قد يقول الزوج: “أنا فاهم أنك زعلتي لأني تأخرت”، ثم يُكمل يومه وكأن شيئًا لم يكن.
لكنه لو تفهّم، لأدرك أن الأمر ليس في التأخير، بل في الإحساس بالتجاهل، في الانتظار الصامت، في خيبة لم تُقل.
كان سيجلس، يربت على قلبها، ويعتذر عن الوجع لا عن الساعة.

وقد تقول الزوجة: “أنا فاهمة إنك عصبي عشان الشغل”، ثم ترد بعصبية أقوى.
لكنها لو تفهّمت، لأجّلت النقاش، وقدّمت كوب شاي بدفء، وصمتت بحنان حتى يهدأ، ثم قالت ما أرادت، بصوت يزرع ولا يُهدم.

في العلاقات العميقة، التفهم هو ما يحفظ القلب.
الفهم وحده يُنتج حوارات منطقية، لكن التفهم يصنع لحظات إنسانية.

لأننا لا نحتاج دومًا من يفهمنا… بل نحتاج من يتعامل مع مشاعرنا برقة.
من لا يسألنا أن نكون عقلانيين ونحن على وشك الانهيار.
من لا يُطالبنا بالهدوء ونحن نبحث عن الأمان.

لهذا، التفهم هو الحبل السري بين قلبين… حين تضيع الكلمات، يبقى هو لغة النجاة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *