هل يجب أن تقطع العلاقات المؤذية؟

ليست كل علاقة تستحق البقاء، حتى لو كانت قديمة. ليست كل ذكرى دليلًا على الوفاء، ولا كل وعد سببًا كافيًا للاستمرار. أحيانًا، يكون التمسك بالعلاقة هو ما يؤذينا، لا فقدانها. فنعيش في دوائر مغلقة من الأذى، فقط لأننا نخاف أن نُتَّهم بالهروب، أو نشعر بالذنب لأننا فكرنا بالرحيل.

السؤال “هل يجب أن أقطع العلاقة؟” ليس سؤالًا عن القسوة، بل عن النجاة. حين تتحول العلاقة إلى مصدر دائم للقلق، حين تصبح أنت دائم الدفاع عن نفسك، حين يُنظر إليك كمذنب في كل موقف، حين تُسحب طاقتك بصمت وتذبل دون أن تدري… فهنا يجب أن تتوقف، وتُعيد تقييم ما إذا كانت هذه العلاقة تستحق أن تستمر.

القطع لا يعني أنك لم تحب. لا يعني أنك لم تحاول. هو ببساطة اعتراف بأن الحب لا يكفي أحيانًا. أن الحب، بدون احترام، بدون أمان، بدون مساحة للنمو، قد يتحول إلى قيد. إلى عبودية عاطفية لا تراها لأنها تأتي في قالب مألوف.

لكن القرار ليس سهلًا. لأننا نُربّى على أن نتحمّل، أن نُسامح، أن لا نُفارق. نُلقَّن أن التضحية فضيلة، حتى حين تُفقدنا أنفسنا. ولذلك، حين نقرر الانسحاب من علاقة تؤذينا، يأتينا الشك في صورتنا: هل نحن قساة؟ أنانيون؟ لكن الحقيقة أن أصعب قرارات الرحيل، هي التي تُتخذ من موقع الحب، لا من الكراهية.

وإذا كنت تتساءل ما إذا كان قطع العلاقة هو الحل، فاسأل نفسك أولًا: “من أكون حين أكون مع هذا الشخص؟” إذا كانت الإجابة شخصًا ضائعًا، متعبًا، خائفًا… فقد تكون الإجابة واضحة، حتى لو كانت موجعة.

لست مسؤولًا عن بقاء علاقة تؤذيك فقط لأنها قد بدأت ذات يوم بشكل جميل. لأن ما يبدأ بالورد، قد يُنهيه الشوك. والبقاء ليس دائمًا بطولة. أحيانًا، البطولة أن تُنقذ نفسك… وتغادر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *