نقاط قوتك التي لا تراها

نحن نميل إلى تصغير أنفسنا دون أن نشعر. نرى الآخرين بعين المبالغة، ونرى أنفسنا بعدسة النقص. نمجّد نجاحاتهم، ونقلّل من إنجازاتنا، حتى لو كانت قد انتُزعت من ظروف قاسية وصمت مؤلم. لأننا تعوّدنا أن نربط القوة بما يُقال عنها، لا بما نعيشه في صمت كل يوم.

لكن الحقيقة أن أقوى ما فيك قد لا يكون مرئيًا للناس… ولا حتى لك. قوتك قد تكون في قدرتك على الاستمرار رغم التعب. في أنك تنهض كل صباح، رغم الخوف، وتبتسم، رغم الخذلان. في قدرتك على الصمت حين يُتوقّع منك الانفجار، وعلى المسامحة حين يكون من السهل الكراهية.

قوتك قد تكون في مرونتك، لا في صلابتك. في أنك لا تنكسر، بل تتشكل، وتُعيد صياغة نفسك حين تهتز الأرض تحتك. في طيبتك التي لم تتلوث رغم كل ما واجهته. في تعاطفك الذي يظل حاضرًا رغم الوجع. في حساسيتك التي اعتبرتها ضعفًا طويلًا، لكنها كانت دومًا دليلًا على عمقك، لا على هشاشتك.

المشكلة أن نقاط قوتنا حين تكون طبيعية فينا، نعتبرها “عادية”. لا ننتبه أنها ما يجعلنا مختلفين، وأنها ليست متوفرة عند الجميع. لهذا، من المهم أن تراجع نفسك أحيانًا بعين أقل قسوة، وأن تسأل: “ما الشيء الذي استطعت فعله ولم يكن سهلًا؟” الإجابة هناك… فيك، تنتظر فقط أن تُرى.

أنت لست بحاجة إلى أضواء لتُثبت أنك قوي. أحيانًا، أقوى الناس هم أولئك الذين يعيشون بهدوء، ويُرمّمون أنفسهم دون ضجيج. لا تنتظر أن يعترف العالم بقوتك. يكفي أن تعترف بها أنت… هذا وحده كافٍ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *