لماذا تحتاج إلى روتين صباحي؟

الصباح ليس مجرد بداية يوم، بل بداية وعي. اللحظة التي تستيقظ فيها ليست عادية، بل هي أول اختيار تقوم به: كيف ستواجه هذا اليوم؟ برتابة، أم بوعي؟ بحمل ثقيل، أم بخفة تبدأ من داخلك؟ وهنا يأتي سر “الروتين الصباحي”. ليس لأنه موضة جديدة، بل لأنه يخلق لنفسك مساحة… قبل أن يُهاجمك العالم.

الروتين الصباحي هو وعد تقدّمه لنفسك قبل أن تُقدّمه لأي شخص آخر. هو وقتك الخاص، حيث لا تُلبّي توقعات أحد، ولا تُجامل أحدًا، ولا تُشتت انتباهك إشعارات الهاتف. هو لحظة استعادة توازنك، قبل أن تبدأ في إعطاء طاقتك للخارج.

لا يهم أن يكون روتينك مثالياً. لا تحتاج إلى ساعة يوغا، أو كتابة صفحات طويلة. أحيانًا، يكفي أن تُحضّر قهوتك ببطء، أن تُدوّن سطرين مما تشعر به، أن تُغلق هاتفك وتسمع صوت صباحك. لأن الأمر ليس في عدد المهام، بل في نيتك وراءها: أن تبدأ يومك باختيار، لا بردّ فعل.

روتينك الصباحي يُعلّمك الانضباط، لكن الأهم أنه يُذكّرك أنك صاحب القرار. أنك تستطيع أن تُبطئ، أن تُهديء أفكارك، أن تستحضر نَفَسك، وتُعيد ترتيبك الداخلي قبل أن تبدأ زحمة اليوم. وهنا، تتحول اللحظات العادية إلى لحظات مقدسة… فقط لأنك اخترت أن تكون فيها حاضرًا.

في عالم يُربّينا على الاستعجال، وعلى أن نبدأ يومنا بالقلق، وبالهروب إلى المهام… يصبح الروتين الصباحي فعلًا ثوريًا. لا تبدأ يومك للآخرين. ابدأه لنفسك، ولو بدقيقتين فقط. ففيهما، قد تكمن كل الفرق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *